لأصدقائي اللي مش مهووسين بالكتب، خلّوني أحكي لكم عن عالمنا. إحنا بنشمّ الكتب.. حرفيًا بنفتح كتاب ونستنشقه. بنخبّي حماسنا الطفولي مع كل كتاب جديد بنفتحه. كمان عندنا قواعد أساسية لإزّاي هنعلّم صفحة في كتاب. لأننا "لا-سمح-الله" مستحيل نتني ورق الكتاب.
الحب دا -أو الهوس دا- مش وليد ليلة واحدة. دي علاقة بتتطور بالتدريج مع الكلمة المكتوبة. شعور بنوصل له بعد ما كتاب يحركنا، يمتّعنا، يفرّحنا، ويخيب أملنا. هوّ عالم بنقدّره، لأنه كتير ساعدنا. وهو عالم باتمنى تعرّف طفلك عليه.
إزاي؟ بأنك تهاديه بكتاب. وتقدم له الهدية دي بنفس مشاعر الانبساط والفخر اللي بتقدم بيها هدايا تانية له.
ممكن تبدأ بفكرة إهداء كتب في مناسبات معينة، أو لما تلاقي كتاب بيناسب اللي بيمروا بيه بالظبط (لأننا كلنا عارفين، فيه كتاب لكل حاجة تقريبًا!)
أول مرة قدمت كتب هدية لابن صاحبتي، قلقت فعلًا يبان اختيار مُوفّر أو مش بيراعي رغبات الأطفال. بس ماحبتش هديّتي تكون مكررة أو واحدة وسط غيرها كتير. بالهدية دي، أنا كنت بقدّم له جزء منّي. زي مفتاح لعالم سرّي. اللي هدّى حيرتي، هو أن الأم شكرتني على الهدية، وقالت لي أنها هدية مختلفة وأنهم يقدروا يستمتعوا بيها سوا ودي حاجة مفيدة.
عارفين كمان؟ فيه مناسبات كتيرة جدًا تقدروا تهادوا فيها كتب؛ زي العيد، أعياد الميلاد، التعب، الرجوع للمدرسة، إجازة الصيف، مكافأة لإنجاز معين.. والمناسبات عندنا مبتخلصش!
رأيي أننا لما بنقدم كتاب هدية، إحنا بنشغّل دماغ الطفل. بنقولهم دي قصة جميلة هنشاركها معاكم، ودا وقت نوعي هنقضّيه سوا، ودا عالم كامل تقدر تتحامى فيه لما تحتاج لحظة بريك.
القراءة فوايدها كتيرة جدًا. بعضهم هزهّقكم بيها في المواضيع الجاية. لكن هدف الموضوع دا، هو أني أقول لكم أن أول خطوة لكل الفوايد دي.. هي كتاب هدية لطفلك. لأنك وقتها بتعرّفهم قيمة الكتاب.
